روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | قلق وخوف وتوتر قبل الإقدام على الزواج..مدوا لي يد العون

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > قلق وخوف وتوتر قبل الإقدام على الزواج..مدوا لي يد العون


  قلق وخوف وتوتر قبل الإقدام على الزواج..مدوا لي يد العون
     عدد مرات المشاهدة: 3065        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. دكتور محمد: أرجو مساعدتي، فإني في حاجة إلى استشارتكم، أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، مشكلتي وأنا طالب في الثانوية كان لي أصدقاء.

وكانوا بئس الأصدقاء، كنت ألعب معهم، وأمشي معهم، وأصحبهم حتى أصبحت واحدا منهم، ولقد دعوني إلى الفاحشة أي الزنا مع امرأة عاهرة، وبالفعل ذهبت معها.

وتملكني الخوف، وأنا معها فابتعدت عندها دون أن أفعل بها شيئا، ثم تركتهم، وذهبت.

وبعد فشلي معها أحسست بعد ذلك أني غير قادر على الزواج، وعلى الجماع مع أحد، وأصبحت أهرب من الزواج، أخشى أن أفشل، وكنت أكتفي بممارسة العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية حتى أصبحت مدمنا، وزاد على ذلك أنه ليس لدي القدرة على الزواج، فليس لدي مال.

وبعد ذلك عملت في الشركات، ورزقني الله بالمال، وشعرت أني بحاجة للزواج وشخص يهتم بى، وخطبت أول مرة وأحسست بضيق شديد، وغم أن الزواج شيء ليس من حقي، وتملكني الخوف، فقمت وفسخت الخطوبة، كما شعرت بالراحة بعد فسخي الخطوبة.

وذهب عني الخوف والقلق لفترة بسيطة، ثم بدأت أشعر أني سأموت وأن حياتي ستنتهي بعد أيام فقط، واليوم الذي سيأتي أنظر فلم أمت، وانتظر وأخاف من اليوم الذي سيأتي، وكأني سأموت غدا، وأشعر بالخوف، والقلق، ويزداد التوتر، والضيق.

بعد إصرار من أسرتي على الخطوبة، والزواج تقدمت مرة ثانية، وخطبت بنت من أصل طيب وبدأت أشعر أني سأموت وبدأت أشعر أيضا أني مريض، وأشعر بالخوف.

أشعر أني أذا عشت ليوم زواجي سأفشل، ويتملكني الخوف، والقلق، ولقد اقترب موعد زواجي، وأنا الآن في رهبة خوفا من الموت الذي أنتظر أنه سيأتي قبل زواجي، وبدأت أشعر أيضا أنى أخشى من أي كلام أشعر بفزعة، وأخاف، ولقد ذهبت إلى دكتور نفسي وصف دواء مودابكس، وهل هذا الدواء يؤثر على عملية الزواج؟ فما رأيكم أرجو المساعدة.

وجزاكم الله كل خير عنا وعن المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ المعتصم بالله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لاشك أن الأمر كله قد بدأ بمحاولة ممارستك الرذيلة، وفاحشة الزنا مع تلك المرأة، فشل تلك التجربة فيه خير كثير لك، ويعرف تماماً أن الممارسات الجنسية الأولى خاصة إذا كانت من خلال الحرام لا يكون الإنسان مطمئناً لها أبداً، وهذا النوع من الخوف الداخلي يؤدي إلى الفشل، بعد ذلك تراكم لديك شيء من القلق.

أعتقد أنك أنبت ضميرك، وهذا من شروط التوبة وهذا أمر جيد، وممارستك للعادة السرية كانت من قبيل الاختبار لمقدراتك الجنسية، والتنفيس لشهوتك لكنه بصورة خاطئة.

مشاهدة الأفلام الإباحية لاشك أنه إثم كبير، وفي ذات الوقت يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجنسية، بعد ذلك فكرت في الزواج، وبدأت مشروع الخطوبة الأولى، ثم خطبة الآن، أريد أن أقول لك شيئاً مهماً جداً، وهو أنه يجب أن لا تضع أي مقارنات ما بين تجاربك التي كانت من باب الحرام، وتجربتك التي سوف تكون من باب الحلال، أي الزواج الشرعي، لا توجد أي مقارنة.

مشكلتك أنك تقارن ما بين تجربتك مع العاهرة، والعادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، هذا عالم ظلامي جداً عالم بائس تماماً، ولذا إذا كان الإنسان لديه شيء من الضميرية، والإحساس الطيب، وعوامل الخير لديه كثيرة دائماً تجده يحس بتأنيب ويفشل في ممارسته، وهذا خير، ونعمة كبيرة من الله تعالى.

أما الزواج فهو ميثاق غليظ، وهو مودة ورحمة وسكينة، ويكون الإنسان فيه مطمئناً يباشر شهوته من طريق مشروع حلال، في ستر، هذا أمر مختلف تماماً عن التجربة السابقة، فأرجو أن تطمئن تماما إنك إن شاء الله تعالى سوف تعيش حياة زوجية طيبة، وسوف تنتج في معاشرتك الزوجية.

الخوف الذي ينتابك أصبح خوفا وسواسيا أيضا، والوساوس دائماً تحفز صاحبها للسلبيات، لكن أنا أقول لك وبعد أن تتفهم الشرح الذي ذكرته لك أن أمورك إن شاء الله تعالى سوف تسير بخير، وعلى خير، استغفر الله على ما مضى، واسأله الهداية.

ولا تقارن مطلقاً بين حياة الحرام، والفحشاء، وما هو حلال، بل ما هو طيب هذه هي المودة، وهذه هي السكينة، وهذه هي الرحمة، والتبادل الوجداني الجميل مع زوجتك لا، الأمر مختلف تماماً، أبعد عن هذه المقارنات.

الطبيب وصف لك المودابكس، وقراره صحيح وقراره طيب، والمودابكس دواء يقلل من الخوف، وأنت تعاني من شيء من الرهاب، والوساوس، ولديك هذا الخوف مستمر، والوسوسة حول الموت، وأعتقد أن المودابكس هو أفضل دواء يمكن أن تتناوله.

وأنت محتاج لجرعة صغيرة، ولن يؤثر عليك سلباً أبداً، أبدأ بنصف حبة أو حبة، أو حسب ما أرشدك الطبيب، المهم أن تلتزم بالجرعة التزاماً تاماً وأقل لمدة للعلاج يجب أن تكون ثلاثة أشهر.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الكاتب: د. محمد عبد العليم

المصدر: الشبكة الإسلامية